يُصِيب انسداد الشريان التاجي الكُلِّي المزمن أكثر من 35% من الأشخاص الأصغر من 65 عامًا من العمر، لكن قبل أن يُصبِح الانسداد بهذا الشكل، وقبل اللجوء إلى التدخُّل الجراحي، لنتعرَّف سويًا على طرق علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة، وأهم الأدوية المستخدمة لهذا الغرض.
كيف أعرف أني أعاني من انسداد في الشرايين؟
لانسداد الشريان التاجي علاماتٌ معروفة، أبرزها ألم الصدر؛ إذ ينقطع تدفُّق الدم عن القلب جزئيًا أو كليًا حسب درجة الانسداد، مِمَّا ينجم عنه الأعراض الآتية:
- ألم أو عصر أو ضغط في الصدر، وقد يمتد ذلك الألم إلى الذراعين (خاصةً الأيسر)، أو الرقبة، أو الفك السفلي.
- ضيق التنفُّس.
- الإرهاق.
- الخفقان.
- الغثيان.
- التعرُّق المفاجئ.
قد تبدأ أعراض انسداد الشريان التاجي في الظهور مع القيام بنشطٍ بدني؛ إذ يزداد نشاط القلب مع عدم ضخِّ ما يكفي من الدم إليه؛ نظرًا لانسداد الشريان التاجي، كما قد يُمكِن علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة قبل أن يُسدّ الشريان التاجي تمامًا.كما قد ينشأ ألم الصدر لدى مرضى انسداد الشريان التاجي بعد:
- التدخين.
- تناول وجبة كبيرة.
- التعرُّض لطقسٍ حار أو بارد جدًا.
متى يحدث انسداد الشريان التاجي؟
يحدث انسداد الشريان التاجي نتيجة تراكم اللويحات في جدرانه إثر زيادة مستويات الكوليسترول والدهون في الدم، مِمَّا يُؤدِّي إلى تصلُّب الشريان التاجي، ومِنْ ثَمَّ ضيقه عمَّا كان عليه، وعدم حصول القلب على حاجته من العناصر الغذائية والأكسجين.
أسباب انسداد الشريان التاجي
ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار بشكلٍ مزمن؛ إمَّا لنقصٍ نسبي في مستقبلاته، خاصةً في خلايا الكبد؛ إذ هذه المستقبلات هي المسئولة عن التقاط ذلك الكوليسترول من الدم، ومِنْ ثَمَّ فعدم كفاءتها في العمل، يزيد مستويات الكوليسترول الضار، ومِنْ ثَمَّ يزيد فرص انسداد الشريان التاجي.فقد تُسهِم بعض العوامل أيضًا في تصلب الشرايين، وانسداد الشريان التاجي، مثل:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين.
كيف يتكيف القلب مع حالة انسداد الشريان التاجي؟
حال انسداد شريان تاجي متوسط الحجم، تتسّع الشرايين التاجية التفاغرية الصغيرة، ومِنْ ثَمَّ يُستعاد 15% من تدفُّق الدم إلى منطقة القلب المُصابة، كما تتولَّد أوعية دموية جديدة في محاولة لتعويض نقص تدفُّق الدم إلى القلب.
هل انسداد الشرايين التاجية خطير؟
الشرايين التاجية هي المصدر الوحيد لتغذية عضلات القلب التي تضخّ الدم في كامل أنحاء الجسم، ومِنْ ثَمَّ فانسدادها يعني توقُّف مدّ القلب بالأكسجين والعناصر الغذائية المطلوبة، والذي قد يُسبِّب المضاعفات الآتية:
1- احتشاء عضل القلب (النوبة القلبية)
يُؤدِّي ضعف تدفُّق الدم إلى عضل القلب إلى الشعور بألم الصدر، وضيق التنفُّس، وتنميل الجانب الأيسر من الصدر، وغير ذلك من الأعراض، التي تُنبئ بنوبةٍ قلبية تشق طريقها إلى المريض إثر انسداد الشريان التاجي كُلّية، ومِنْ ثَمَّ ينبغي التوجُّه إلى الطبيب على الفور دون تأجيل.
2- اضطراب النَّظْم القلبي
قد يضطرب النظام القلبي عقب النوبة القلبية، خاصةً إذا أصابت مُنظِّم ضربات القلب، وقد ينجم عن ذلك الاضطراب في مُعدَّل ضربات القلب الدوار، الخفقان، الإرهاق، أو الإغماء.
3- قصور القلب
نتيجة الانسداد التام للشريان التاجي فترةً من الوقت، والإصابة بنوبة قلبية، فقد يصير جزءًا من عضلة القلب ضعيفًا لا يقوى على ضخّ الدم، مِمَّا يُؤدِّي إلى قصور القلب عن أداء وظيفته، وربَّما ظهور بعض الأعراض، مثل: الإرهاق، ضيق التنفُّس، تورُّم الساقين.
ما هي عوامل خطر انسداد الشريان التاجي الكلي المزمن؟
انسداد الشريان التاجي الكلي المزمن ليس ناشئًا من فراغ؛ إذ 1 من كل 3 مُصابين بمرض الشريان التاجي مُعرَّضون لذلك الاضطراب المزمن، كما تُسهِم العوامل الآتية في زيادة فرص الإصابة به:
- تجاوز مؤشر كتلة الجسم 30.
- السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- إصابة أحد أفراد الأسرة بأمراض القلب من قبل.
- زيادة مستويات الكوليسترول في الدم.
- نمط معيشةٍ خامل.
- الإصابة مسبقًا بنوبةٍ قلبية، أو إجراء جراحة مجازة الشريان التاجي مسبقًا.
مدى شيوع انسداد الشريان التاجي الكلي المزمن
تزداد مُعدَّلات الإصابة بالانسداد الكلي المزمن للشريان التاجي مع التقدُّم في السن؛ إذ يُصِيب نحو:
- 37% من الأشخاص الأصغر من 65 عامًا.
- 40% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 65 – 79 عامًا.
- 41% ممَّن تخطَّت أعمارهم 85 عامًا.
كيف يمكن علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة؟
ليست الجراحة هي الخيار الوحيد لعلاج انسداد الشريان التاجي، خاصةً إذا لم يكن الانسداد كاملًا، ومِنْ ثَمَّ تضمُّ خيارات علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة ما يلي:
1- تغيير نمط المعيشة
تتسبَّب العديد من العوامل المُتعلِّقة بنمط المعيشة في زيادة انسداد الشريان التاجي يومًا وراء يوم، وربَّما لم تظهر بعد الأعراض البارزة لانسداد الشريان التاجي، لكن ينبغي الاهتمام بنمط المعيشة؛ كي لا تظهر تلك الأعراض، ومِمَّا يُنصَح به حول نمط المعيشة ما يلي:
- خسارة الوزن الزائد.
- التوقف عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول أدوية الكوليسترول وأدوية الضغط وفق المشورة الطبية؛ إذ هي من أهم سبل علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة.
- اتِّباع حمية غذائية صحية، ومِنْ ذلك تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة كالكينوا والشوفان، والدهون الصحية كالمكسرات وزيت الزيتون، بالإضافة إلى تجنُّب السكريات والدهون المشبعة.
2- الأدوية
تُعدُّ الأدوية من أفضل وسائل علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة، كما تضمُّ أنواع الأدوية التي قد يستخدمها الطبيب لهذا الغرض ما يلي:
1- النترات
تُوسِّع هذه الأدوية الأوعية الدموية، ومِنْ ثَمَّ تتسع الشرايين التاجية الضيقة، ويتحسَّن تدفُّق الدم إلى القلب، كما تتسع الأوردة، مِمَّا يُقلِّل كمية الدم العائدة إلى القلب، ويسمح له بالعمل بأريحية، وذلك الدواء تأثيره مُؤقَّت إلى أن يُقيِّم الطبيب حالة المريض، ويتخيَّر الوسيلة العلاجية المناسبة.
2- حاصرات بيتا
تُبطئ هذه الأدوية نشاط القلب، ومِنْ ثَمَّ تُقلِّل الجهد المبذول بواسطته، وذلك ملائم لقدر الدم المُتدفِّق عبر الشرايين التاجية؛ إذ هو أقل من الوضع الطبيعي المُعتاد، كما أنَّ المرضى الذين أُصِيبوا من قبل بنوبةٍ قلبية، يستمرون على تناول تلك الأدوية مدى الحياة، فهي من وسائل علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة، والوقاية من نوبةٍ قلبية ثانية.
3- رانولازين
يمنع الأسبرين تكوُّن جلطاتٍ في الشريان التاجي؛ إذ هو أكثر عُرضةً لها نتيجة تصلُّبه، كما يقي الأسبرين من النوبة القلبية، وينصح الأطباء عمومًا باستخدام ذلك الدواء للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 50 عامًا بتناول جرعة مُخفّضة من الأسبرين للوقاية من تلك النوبة القلبية.
4- أدوية الكوليسترول
1– الكوليسترول الضار هو المُتهّم الأساسي في قضية انسداد الشريان التاجي، ومِنْ ثَمَّ فلا يُمكِن تجاهل أدوية الكوليسترول ضمن وسائل علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة.
2- الستاتينات أحد أنواع هذه الأدوية، إذ تخفض الكوليسترول الضار (LDL)، وتُعزِّز الكوليسترول الجيد (HDL)، مثل: أتورفاستاتين، وسيمفاستاتين.
3- أمَّا الفايبرات، فتضبط مستويات الدهون الثلاثية في الدم، مثل: جيمفيبروزيل، وتعمل أدوية أخرى على تقليل الكوليسترول عبر عرقلة امتصاصه من الأمعاء، مثل: ايزيتيميب.
4- وهناك نوع رابع من أدوية الكوليسترول، ألا وهي مُثبِّطات PCSK9، وهي الأقوى في تقليل مستويات الكوليسترول، وتُستخدَم خصيصًا لمن لا يقدرون على تناول الستاتينات، لكنَّها أغلى ثمنًا، ولا تتوفَّر في صورة أقراص بل حقن.
5- حاصرات قنوات الكالسيوم
تُقلِّل من وتيرة الإصابة بألم الصدر الناجم عن انسداد الشريان التاجي، خاصةً لدى مرضى الذبحة الصدرية، ومن أمثلة هذه الأدوية: ديلتيازيم، ونيفيديبين.
6-الأسبرين
رانولازين من الأدوية المُستخدَمة في علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة؛ إذ يُوصَف هذا الدواء لمن يستمر معهم ألم الصدر مع أداء نشاطٍ بدني.
أفضل طبيب لعلاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة
يعدُّ دكتور محمد نبيل عبد الجواد أفضل طبيب لعلاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة؛ إذ هو:
- استشاري أول جراحات القلب.
- أستاذ (م) بقسم جراحات القلب والصدر بكلية الطب – جامعة عين شمس.
- عضو جمعية جراحة القلب المصرية.
- عضو جمعية جراحي القلب الأوروبية.
- عضو جمعية جراحي الصدر الأمريكية.
- استشاري أول بمستشفيات أمراض وجراحات القلب جامعة عين شمس.
- استشاري أول بمستشفى عين شمس التخصصي.
- استشاري أول بمستشفى وادي النيل.
- استشاري أول بمستشفى الجوي التخصصي.
الأسئلة الشائعة:
بالتأكيد نعم، فأمراض الشرايين التاجية من الأمراض التي تتنوع سبل علاجها بين علاج قصور الشريان التاجي بدون جراحة متمثلاً في تناول أدوية علاج قصور الشريان التاجي، وكذلك استعمال التقنيات طفيفة التوغل كالقسطرة القلبية لعلاج انسداد الشرايين التاجية.
الدعامة العادية المصنوعة من المعدن يدوم معها الشريان مفتوحاً في المتوسط من 4 إلى 5 سنوات، بينما تحافظ الدعامة الدوائية على نفس كفائتها لمدة تزيد عن 5 سنوات.
لا تصح هذه المقارنة بين كل من الدعامة والقلب المفتوح، وذلك لأن لكل منهما دواعي إجراء مختلفة، كما أن الدعامة تقتصر على علاج مشاكل صحية محددة بينما تعجز عن علاج العديد من المشاكل الأخرى.
غالباً ما تكون نسبة نجاح دعامة للقلب عالية ولا توجد خطورة، إذ إن بنسبة تتراوح بين 35 و40٪ أن يتم إغلاق الشريان مرة أخرى في غضون ستة أشهر إذ لم تقم بإجراء عملية جراحية.
عملية القسطرة والدعامات هي إجراء يُستخدم للتشخيص وللعلاج لبعض أمراض القلب وكذلك الأوعية الدموية حيث أنه خلال تلك القسطرة القلبية يقوم الجراح المتخصص بإدخال أنبوب رفيع وطويل يسمى القسطرة وذلك كلاً من الشريان أو الوريد في أي من مناطق الفخذ أو الرقبة أو كذلك الذراع، كما يتم تمريره عبر الأوعية الدموية إلى داخل القلب.
المصادر
Coronary Artery Disease Guide: Causes, Symptoms and Treatment Options
Chronic Total Occlusion: Symptoms and Treatment
Coronary Artery Disease: Complications