يشعر بعض الأشخاص بأعراض تُشبه النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية عندما يتعرضون إلى ضغط نفسي شديد، وهو ما جعل البعض يتساءل هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟
وقد أثبتت العديد من الدراسات أنه يوجد ترابط وثيق بين الصحة النفسية والصحة البدنية، وأن الحالة النفسية تنعكس بشكل مُباشر على صحة الفرد، فما هي العلاقة بين القلب والألم النفسي؟ وهل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟
ما هو ألم القلب النفسي؟
أثبتت العديد من الدراسات أن حوالي 2% من الأشخاص الذين يترددون على عيادات القلب يُعانون من مُتلازمة القلب المُنكسر، وهي حالة مُؤقتة تُصيب الفرد عند التعرُّض إلى ضغط نفسي شديد مُسببةً العديد من الأعراض التي تُثير القلق مثل:
- الشعور بألم في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- دوخة أو دوار.
- غثيان.
- انخفاض مُستوى ضغط الدم.
- عدم انتظام ضربات القلب.
ويظن الكثير من الأشخاص أنهم يُعانون من مشكلة مرضية في القلب عند شعورهم بهذه الأعراض، وهو ما يجعلهم يتساءلون هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟ إذ يجهل الكثيرون تأثير الحالة النفسية على صحة الفرد.
ما هي أسباب ألم القلب النفسي؟
على الرغم من عدم التوصل إلى السبب الرئيسي وراء ألم القلب النفسي، إلا أنه توجد العديد من عوامل الخطورة التي تزيد خطر إصابة الفرد بهذه الحالة، ومن أهم هذه العوامل هي:
- الجنس: إذ أظهرت الأبحاث زيادة حالات الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر بين النساء أكثر من الرجال، وتحديدًا بعد بلوغ المرأة سن اليأس وهو سن انقطاع الطمث.
- العمر: وُجد أن مُعظم الأشخاص الذين يُصابون بمتلازمة القلب المنكسِر يبلغون أكثر من 50 عامًا.
- وجود تاريخ مرضي بالإصابة بأحد الاضطرابات النفسية: أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين عانوا سابقًا أو يُعانون في الوقت الحالي من أي مرض نفسي، أو اضطراب في الشخصية هم أكثر عرضةً للإصابة بألم القلب النفسي.
- تناول بعض الأدوية: وُجِد أن تناول بعض الأدوية في بعض الحالات القليلة قد يُسبب إصابة الفرد بألم القلب النفسي، ومن أمثلة هذه الأدوية:
- بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج القلق.
- الأدوية التي تُستخدم في بعض الحالات الطارئة مثل: أدوية علاج ردود الأفعال التحسسية الشديدة، أو أدوية علاج نوبات الربو الشديدة.
- بعض مُضادات الاكتئاب.
- بعض الأدوية المُعالجة لاضطراب الغدة الدرقية.
- تعاطي بعض المُنشطات الممنوعة مثل: الكوكايين والميثامفيتامين.
ما هي العلاقة بين القلب والألم النفسي؟
أثبتت العديد من الأبحاث أنه يجب فهم العلاقة بين القلب والألم النفسي؛ لمعرفة الإجابة على التساؤل هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟ حيث وجد العلماء أن متلازمة القلب المنكسر أو ألم القلب النفسي قد يُصيب الفرد نتيجة:
- تغيُّر في تركيب عضلة القلب.
- اضطراب في ضربات القلب.
- تضخم في الجزء السفلي من البطين الأيسر.
- ضيق أحد شرايين القلب الكبيرة أو الصغيرة، وهو ما يُعيق تدفق الدم بشكل طبيعي.
- اضطراب في الهرمونات التي تُفرز عند التعرُّض إلى التوتر أو الضغط النفسي مثل هرمون الأدرينالين والنورأدرينالين، وهو ما يُؤثر سلبًا على صحة القلب.
ما هي أنواع الأمراض النفسية التي تسبب ألم في القلب؟
في مُعظم الحالات يسبق الشعور بألم القلب النفسي حدوث اضطراب نفسي شديد، وهو ما دفع الكثيرين إلى التساؤل هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟ إذ يُمكن أن يحدث ألم القلب النفسي نتيجة التعرُّض إلى:
- الحزن الشديد الذي يحدث نتيجة وفاة شخص عزيز، أو التعرُّض إلى فشل دراسي أو عملي أو عاطفي.
- شعور بالفرح الشديد خاصةً عند التعرُّض إلى مفاجأة سارة جدًا غير مُتوقعة.
- مرور الشخص بموقف سبب له شعور بالخوف، أو الغضب الشديد.
كذلك قد يُصاب الشخص بألم القلب النفسي نتيجة بعض الضغوطات الجسدية التي تحدث بشكل مُفاجئ مثل:
- الألم الجسدي الحاد.
- ضيق التنفس.
- نوبات الربو.
- السكتة الدماغية.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- النوبات.
- انخفاض نسبة السكر في الدم.
- الخضوع إلى عملية جراحية.
- فقدان كمية كبيرة من الدم.
ما مدى خطورة التأخير في الذهاب للطبيب؟
تكمن خطورة التأخر في استشارة الطبيب المُختص عند الشعور بألم القلب النفسي في جهل مُعظم الأشخاص بإجابة تساؤل هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟ إذ يعتقد مُعظم الأشخاص أن أعراض مُتلازمة القلب المنكسر مجرد أعراض مُؤقتة ولا تدل على وجود مشكلة حقيقية في وظيفة القلب.
فعلى الرغم من أن مُعظم الحالات تتعافى تمامًا من مُتلازمة القلب المنكسر خلال 6 إلى 8 أسابيع، إلا أنه قد تحدث بعض المُضاعفات في حالاتٍ قليلة، ومن أبرز مُضاعفات ألم القلب النفسي ما يلي:
- تلف في صمام القلب.
- تمزّق البطين الأيسر للقلب.
- حدوث فشل القلب.
- انخفاض حاد في مُستوى ضغط الدم.
- تكوّن جلطة دموية في جدار البطين الأيسر.
- تكوّن السوائل في الرئتين وهو ما يُعرف بالوذمة الرئوية.
- عدم انتظام في ضربات القلب.
- انسداد تدفق الدم من البطين الأيسر.
لذلك يجب نشر الوعي حول إجابة التساؤل هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟ حتى يُدرك الأشخاص خطورة ألم القلب النفسي، إذ يجب على الشخص التوجه على الفور إلى الطبيب المُختص فور الشعور بأعراض تُشير إلى وجود مشكلة في وظيفة القلب؛ حتى يخضع إلى الفحوصات الطبية التي تقيِّم حالة القلب وكفاءته، ولتحديد البروتوكول العلاجي الأنسب للشخص تبعًا لحالته.
ومن الوسائل التشخيصية المُستخدمة في الحالات التي تُعاني من ألم القلب النفسي هي:
- فحص المريض والاستماع إلى الأعراض التي يُعاني منها وتوقيت ظهور هذه الأعراض.
- مخطط كهربية القلب أو رسم القلب.
- تصوير الأوعية التاجية.
- مُخطط صدى القلب عبر المريء أو عبر الصدر.
- تصوير الصدر باستخدام الأشعة السينية.
- تصوير القلب باستخدام الرنين المغناطيسي.
- مخطط البطين لفحص حجم البطين وكفاءته في ضخ الدم.
- بعض فحوصات الدم التي تقيِّم حالة القلب.
هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟
نعم تُسبب الحالة النفسية الشعور بألم في القلب خاصةً عند التعرُّض إلى الحزن أو الغضب أو الخوف أو الفرح الشديد بشكل مُفاجئ، وتُسبب الحالة النفسية مُعاناة الشخص من العديد من الأعراض التي تُشبه الأعراض المُصاحبة للنوبة القلبية أو الذبحة الصدرية.
هل تؤدي الحالة النفسية إلى الوفاة؟
معرفة إجابة سؤال هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟ تُساعدنا في إجابة هذا التساؤل، إذ نُدرك من معرفة تأثير الحالة النفسية المُباشر على صحة القلب أنها قد تُسبب في بعض الحالات القليلة الوفاة عند إهمال العلاج، إذ يجب علاج الحالات التي تُعاني من مُتلازمة القلب المنكسِر باستخدام:
- الأسبرين لمنع تكوُّن جلطات الدم وتحسين الدورة الدموية.
- تناول الأدوية حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين لخفض مُستوى ضغط الدم.
- تناول الأدوية حاصرات بيتا لإبطاء معدل ضربات القلب.
- الأدوية المدرة للبول لتقليل تراكم السوائل.
الخلاصة
في مُعظم الحالات يسبق الشعور بألم القلب النفسي حدوث اضطراب نفسي شديد، وهو ما دفع الكثيرين إلى التساؤل هل الحاله النفسيه تسبب الم في القلب؟
والإجابة نعم تُسبب الحالة النفسية ألم في القلب، إذ أثبتت العديد من الدراسات أن بعض الأشخاص الذين يترددون على عيادات القلب يُعانون من مُتلازمة القلب المُنكسر، وهي حالة مُؤقتة تُصيب الفرد عند التعرُّض إلى ضغط نفسي شديد مُسببة العديد من الأعراض مثل: الشعور بألم في الصدر، ضيق في التنفس، دوخة أو دوار، غثيان، انخفاض مُستوى ضغط الدم، عدم انتظام ضربات القلب.