هل يشفى مريض جلطة القلب؟

هل يشفى مريض جلطة القلب؟

تبلغ نسبة الوفاة نتيجة جلطة القلب ما يقرب من 30%، خاصةً إذا تأخَّر المريض في تلقي الرعاية الطبية المناسبة، لكن إِنْ تلقَّى المريض العلاج المطلوب، وأُزيلت الجلطة، حينها هل يُشفى مريض جلطة القلب بعد ذلك؟ وماذا عن العلاج طويل المدى بعد جلطة القلب؟

هل يُشفى مريض جلطة القلب؟

لا يتوفَّر علاج جذري لمريض جلطة القلب؛ إذ تهدف الأدوية أو حتى العمليات الجراحية إلى تخليص المريض من أعراض جلطة القلب، ومنع حدوثها مجددًا، سواء كان ذلك باتِّباع نمط معيشةٍ صحي، مثل: ممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن السكريات والدهون المُشبَّعة، أو عبر تناول أدوية على المدى الطويل تقي من جلطة القلب.

هل جلطة القلب مميتة؟

رغم التقدُّم العلاجي مُؤخرًا في علاج جلطة القلب، إلَّا أنَّ نسبة الوفاة بسببها تتراوح بين 5 – 30%، وذلك قبل وصول المريض إلى المستشفى، كما وُجِد أنَّه في السنة الأولى بعد علاج الجلطة القلبية، تتراوح نسبة الوفاة بين 5 – 12%.حيث يعتمد كون الجلطة القلبية مميتة أم لا على مقدار التلف الذي أصاب عضلة القلب؛ نتيجة انقطاع تدفُّق الدم عنها فترةً من الوقت إثر الجلطة القلبية، بالإضافة إلى الكسر القذفي للقلب، كما أنَّ المرضى الذين يعمل لديهم البطين الأيسر بكفاءة، فهم الأقل عُرضةً للوفاة أو مضاعفات جلطة القلب، وقد تزداد فرص الوفاة؛ بسبب جلطة القلب في حالة:

  • التقدُّم في العمر.
  • مرض السكري.
  • قصور القلب الاحتقاني.
  • انخفاض الكسر القذفي للقلب (الكسر القذفي يقيس نسبة بين كمية الدم المقذوف من البطين إلى الكمية المتبقية فيه خلال انقباض البطين، ومِنْ ثَمَّ فهو مؤشر على قوة ضخِّ القلب للدم).
  • ارتفاع مستويات بروتين سي التفاعلي، أو النمط ب من الببتيد المدر للصوديوم “B-type natriuretic peptide”.

علاج جلطة القلب

بعد أن علمت هل يشفى مريض جلطة القلب أم لا، فإنَّ علاج هذه الجلطة يرمي إلى استعادة تدفُّق الدم عبر الشريان التاجي المسدود، ومِنْ ثَمَّ إمداد القلب بما يحتاجه من عناصر غذائية وأكسجين؛ لذا فالعلاج من خلال:

1- التغلُّب على انسداد الشريان التاجي

ولا يصح ذلك عادةً إلَّا بالتدخل الجراحي الذي قد يضمُّ أيًا مما يلي:

  • رأب الشريان التاجي: يُوسِّع الطبيب المنطقة الضيقة أو المسدودة من الشريان التاجي باستخدام بالون يصل إلى تلك المنطقة، ثُمَّ تُترَك دعامة في الشريان التاجي؛ لإبقائه متسعًا، ومنع إعادة انسداده، ومِنْ ثَمَّ تجنُّب تكرار الجلطة القلبية.
  • مجازة الشريان التاجي: عملية قلبٍ مفتوح، يتجاوز الطبيب فيها الجزء المسدود من الشريان التاجي بالحصول على طعم من أحد شرايين أو أوردة الجسم، وتوصيله بين الشريان الأورطي، والجزء السليم من الشريان التاجي، مِمَّا يسمح بتدفُّق الدم إلى الشريان التاجي مباشرةً مع تجاوز الجزء المسدود.

لكن قبل الجراحة، يبدأ العلاج بالأدوية للخثرة؛ إذ تُذِيب الجلطة الموجودة في الشريان التاجي، وتسمح باستعادة تدفُّق الدم.

2- الأدوية

قد يصف الطبيب بعض الأدوية لمريض الجلطة القلبية؛ لتخفيف الأعراض المُصاحبة، والوقاية من تكرُّرها مُجددًا، وذلك مثل:

  • أدوية السيولة: مثل: الأسبرين؛ إذ يمنع تكوين الجلطات في الدم.
  • النترات: تُعزِّز تدفُّق الدم في الشريان التاجي عبر توسيع الأوعية الدموية في الجسم.
  • أدوية ضغط الدم: لتنظيم ضغط الدم، ومنع ارتفاعه، ومِنْ ذلك حاصرات بيتا، مثل: بروبرانولول، أو مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل للأنجيوتنسين، مثل: كابتوبريل.

العلاج طويل المدى لمرضى الجلطة القلبية

يحتاج مرضى الجلطة القلبية إلى الحصول على علاجٍ طويل المدى بعد تماثلهم إلى الشفاء من الجلطة القلبية؛ لمنع الإصابة بها من جديد، ومِنْ ثَمَّ تقليل فرص الوفاة نتيجة جلطة القلب، ولا يخرج ذلك العلاج طويل المدى عن الآتي:

1- الأدوية المضادة للصُّفيحات (Antiplatelets)

الأسبرين في مُقدِّمة هذه الأدوية؛ إذ يُوصَف لمرضى الجلطة القلبية مدى الحياة، وفي حالة وجود مانعٍ من تناوله، فقد يصف الطبيب دواءً آخر، مثل: كلوبيدوجريل.كذلك قد يصف الطبيب دواءين معًا، وهم الأسبرين وكلوبيدوجريل (تيكاجريلور دواء جديد مشابه لكن ذو آثار جانبية أقل) لمُدّة 12 شهرًا بعد علاج الجلطة القلبية بالتدخُّل الجراحي.لكن قد تزيد هذه الأدوية خطر النزيف، ومِنْ ثَمَّ فإن كان المريض مُعرَّضًا لنزيف الجهاز الهضمي، فينبغي تناول دواء مثبط لمضخة البروتون جنبًا إلى جنب مع مضادات الصُّفيحات، ويُفضَّل في هذه الحالة لانسوبرازول؛ إذ لا يتفاعل مع كلوبيدوجريل.

2- مانعات التخثُّر (Anticoagulants)

هل يشفى مريض جلطة القلب بمانعات التخثُّر؟ تُوصَف مانعات التخثُّر عند الإصابة بخثرة البطين الأيسر، أو غيرها من الأمراض الخطيرة، مثل: الرجفان الأذيني، أو الخثار الوريدي العميق؛ إذ قد تُؤدِّي مثل هذه الاضطرابات إلى جلطة القلب مُجددًا.لكن استخدام مانعات التخثُّر مع مضادات الصُّفيحات، يزيد فرص النزيف بشدة؛ لذا فإنَّ هذه الخطة العلاجية تستمر 3 أشهر فقط، ثُمَّ يستمر المريض بقية حياته على كلوبيدوجريل ووارفارين (مانع التخثُّر).

3- مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ACEI & ARB)

يقترح الطبيب أدوية الضغط؛ نحو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، مثل: راميبريل، أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، مثل: كانديسارتان، وذلك في حالة اضطراب انقباض القلب الوظيفي، أو كان الكسر القذفي للبطين الأيسر أقل من 40%.

4- حاصرات بيتا

ما زلنا نُجِيب عن سؤالك هل يشفى مريض جلطة القلب أم لا، ومِنْ ثَمَّ قد يصف الطبيب حاصرات بيتا القلبية الانتقائية، مثل: بيسوبرولول، مع استقرار الدورة الدموية للمريض، وينبغي الاستمرار عليه نحو 12 شهرًا، أو مدى الحياة حال قصور وظيفة الانقباض في القلب.

5- الستاتينات

أدوية الكوليسترول، وينبغي إعطاؤها لمرضى الجلطة القلبية عقب علاج الجلطة دون تأجيل بغض النظر عن مستوى الدهون في الدم، وربَّما يحتاج المريض أيضًا إلى دواءٍ إضافي لخفض دهون الدم؛ إذا كانت مستويات الدهون في الدم مرتفعة بما لا يصلح معها دواء واحد.

هل يشفى مريض جلطة القلب بالأدوية؟

يظل مريض الجلطة القلبية مُعرَّضًا للإصابة بها مُجددًا، لكن تُساعِد الأدوية المذكورة سلفًا في تجنُّب الجلطة القلبية؛ إذ يصفها الطبيب لمُدَّة 12 شهرًا، أو قد يقترح تناول البعض منها بقية حياة المريض؛ تحاشيًا لجلطة القلب.

علامات الشفاء من الجلطة القلبية

ينتاب مريض الجلطة القلبية ألم الصدر، وضيق التنفُّس، وربَّما التعرُّق، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ زوال ألم الصدر، وتحسُّن التنفُّس، بالإضافة إلى تراجع الدلالات القلبية في الدم إلى مُعدَّلاتها الطبيعية من أهم علامات الشفاء من الجلطة القلبية، كذلك يكشف رسم القلب الذي يُجرِيه الطبيب عن تعافي المريض من الجلطة القلبية الحادة التي أصابته.

هل جلطة القلب تتكرر؟

كان الجواب بلا عن سؤالك هل يشفى مريض جلطة القلب؛ لاحتمال تجدُّد الإصابة بها، إذ تبيَّن أنَّ فرص تكرر جلطة القلب ترتفع من 7.7% في العام الأول بعد علاجها إلى 14.3% بعد مرور 6 سنوات.لذا يصف الطبيب أدوية على المدى الطويل؛ منعًا لتكرُّر جلطة القلب، كما ينبغي للمريض الاهتمام بصحة القلب، والابتعاد عن العوامل المُحفِّزة لتكرر جلطة القلب، مثل:

  • تناول الأدوية التي يصفها الطبيب، والالتزام بالجرعة المُقرَّرة.
  • ممارسة التمارين الرياضية نصف ساعة يوميًا في معظم أيام الأسبوع.
  • تجنُّب الأملاح والسكريات، والوجبات السريعة، والدهون المشبعة (اللحوم ومنتجات الألبان كاملة الدسم)، والدهون المتحولة (المقليات).
  • الإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والبقوليات، والأسماك، والدواجن، والحبوب الكاملة كالشوفان والكينوا، والدهون الصحية كزيت الزيتون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  • خسارة الوزن الزائد.
  • علاج الأمراض المصاحبة، مثل: ارتفاع الكوليسترول في الدم، أو ارتفاع ضغط الدم؛ إذ هذه الأمراض من أشد العوامل خطرًا لتجدُّد الإصابة بجلطة القلب.

الأسئلة الشائعة:

هل تعود عضلة القلب بعد الجلطة؟

يتم إعادة تأهيل القلب تحت إشراف أطباء قلب مختصين ويهدف هذا إلى التسريع من مدة التعافي وتقوية عضلة القلب بعد الجلطة ويشمل ذلك: تمارين رياضية خاصة تحت إشراف مُختصين. صفوف إرشادية للتعرف على العوامل التي تزيد من خطر التعرض لأمراض القلب.

كم يعيش مريض جلطه القلب؟

العمر المتوقع للشخص هو 5 سنوات على الأقل.

متى يخرج مريض الجلطة القلبية من المستشفى؟

يخرج مريض الجلطة القلبية من المستشفى عادة مابين اليوم السابع والعاشر  إذا لم تترافق جلطة القلب بأية مضاعفات، وقد يمكث فترة أطول من ذلك عند حدوث مضاعفات.

علامات ما قبل الجلطة؟

1- الشعور بالألم والضغط : قد يصاحب وجود جلطة في الجسم الشعور بالتشنجات مثل الألم والضغط ، وهذه أعراض العلامات الدالة على الجلطة الدموية ، لذلك يجب توخي الحذر .

هل الجلطة القلبية تسبب الشلل؟

هي تلك التي تتشكل في الشرايين، والتى تسبب الأعراض على الفور، لأن هذا النوع من الجلطة يمنع الأكسجين من الوصول إلى الأعضاء الحيوية، وبالتالى يمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من المضاعفات مثل: – السكتة الدماغية. – النوبات القلبية. – الشلل.

المصادر

Secondary prevention following myocardial infarction: a clinical update – PMC

Myocardial Infarction – StatPearls – NCBI Bookshelf

Cardiovascular events and death after myocardial infarction or ischemic stroke in an older Medicare population – PMC

Myocardial Infarction – Physiopedia

Heart attack – symptoms, signs, complications and treatments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top